Archive for the ‘Way Of Think’ Category

لحظة تأثر

مارس 1, 2008

 

صباحٌ باكر، ككل يوم روتيني أنزل إلى العمل بنشاط.
قبل خروجي، بسرعة أعرّج على المكتبة الكبيرة في الممر أمام غرفتي لأستلّ كتاباً جديداً أقتل به ساعةً من اللافعل أثناء ركوبي الميترو والحافلة.
ولوقت لا يعطيني الفرصة المناسبة والوقت الكافي للاختيار والتفكير المطوّل، سحبت يدايا كتاباً ختمته قبلُ ثلاث مرّات، وأعتقد أنني بعدُ سأقرؤه خمسين مرّة. وكان الكتاب "عبادات المؤمن" لعمرو خالد.
وككلّ مرّة، أتأثر به من جديد وأبكي مع كلماته من جديد لكأنها المرة الأولى التي يتفكر قلبي بكلماته.
أخفضت صوتي وأنزل عيوني لألا أثير فضول الراكبين الذين لا شغل لهم في قطار مزدحم إلا النظر على من حولهم، وانتقادهم والتفكر في قسمات وجوههم لكل تلك المدة المقتولة في الطريق.
وصلت محطتي، واستقلت الحافلة .. وبنهم جديد فتحت الكتاب وخرجت من عالم الناس من جديد. وبعد مرور برهة رفعت عيني لأنظر حولي وأحسب –وهذا ما أتقنته في الفترة الأخيرة- كم كلمة سأقرأ بعد إلى أن أصل إلى عملي.. ورأيت الوجوه المتجهة حولي بكل بلادة، كل أولئك الناس لا يفقهون، كل أولئك لا يشغلهم إلا أنفسهم والدنيا، سبحان الله الذي كرّمني بالإسلام وتوّج رأسي به .. أكل أولئك الناس سيلاقون نهايتهم في هذا الانغماس بملذات الدنيا ؟
ثم نظرت لامرأة جلست بجانبي، بدا وجهها مصفرّاً ومتأثّراً .. وصليبٌ ذهبي يزيّن صدرها العاري… كدت أكمل تفكيري كذلك حول هذه المرأة ومصيرها بعد الموت، إلا أن عينايا تحولتا إلى الكتاب الذي تقرأ …….. "أبانا الذي في السموات. ليتقدس اسمك. ليأتِ ملكوتك. لتـكن مشيئتك؛ كما في السماء، كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا؛ أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين" ولم أستطع أن أحوّل ناظري عن الكلمات إلى أن أتممتها، برغم أنني أحفظ هذه الصلاة عن ظهر غيب ……… اعترتني الرعشة … نظرت إلى عينيها …. رأيتها متأثرة وترمقني وكتابي كذلك. ثم تلاقت أعيننا ……
في هذا الصباح من يوم عادي ككل يوم، في حافلة مليئة بالناس المتوجهين إلى أعمالهم .. والروتين نفسه …….
 
وصلت إلى عملي .. بدّلت ثيابي وانخرطت في جدول أعمالي.
وبقيت ذكرى ذاك اللقاء محفورة في قلبي.
 

فكرة ملحد على طريق الإيمان

فيفري 29, 2008

 

 

كانستانتين ليفين، من الشخصيات الأكثر إيجابية في رواية "آنا كارينينا" للكاتب المفكّر الروسي "ليو تولستوي"، والإلحاد الذي كان يتّبعه خلال السنوات المقصوصة في الرواية. يتوصل في النهاية إلى طريق الإيمان الصافي .. الخالص … يكتشف طرق جديدة أم يتبع فكرة قديمة متكررة في كل "فطرة سليمة" كما يسميها السيد محمد الغزالي.

 

أما دوره فكان إيجابياً بأنه كان شابّاً طيّباً نشيطاً وبسيطاً، ورث عن أبيه أراضٍ إقطاعية مارس فيها النشاط الزراعي في ضواحي موسكو، وأحبّ كونتيسّة من المدينة وبعد جُهدٍ فاز بقلبها وتزوجها.

يظهر ليفين مُتّبعاً الإلحاد الرائج في عصره .. في نهاية القرن  والمذهب المادي الشائع، بالرغم من أنه نوعاً ما يعتبر "تقليدياً" أكثر من كونه "متّبعاً الموضة" بطريقة معيشته الريفية. تربيته في البيئة المسيحية تركت أثراً كبيراً في روحه من دون أن يشعر، واستبداله الكفر على الإيمان جاء بعد مرحلة مراهقته، عندما أعطى لنفسه الحق في التفكير واختراع الأفكار الجديدة.

في نهاية الرواية، تحديداً في الفصل الثامن، عندما كان يفكر في الموت والحياة، موت أخيه وولادة طفله، أخذ يسأل نفسه عن ماهية الحياة، والأسئلة الأزلية التي يعتبر الإنسان نفسه بأنها "ترتقي بتفكيره" والمحاولات الشتّى لشرحها من المنظور المادية، تذكر نفسه مصلّياً لربه عندما طالت عملية ولادة زوجته لأكثر من 22 ساعة، مستغرباً من نفسه والازدواجية التي بدأت تلفه.. بين التفكير الإلحادي والفعل الديني، ولم يرض لنفسه تلك الحالة كونه إنسان شريف.

(بالمناسبة أذكر طرفة بطلها يشبه صديقنا ليفين: يوماً ما وقع شاب ملحد من طابق علوي، وأخذ يدعو ربه أثناء سقوطه: يا ربي سأصلي، يا ربي سأصوم وأتبع كل الخير .. يا ربي أنقذني ….. وإذ به يقع على كومة قش، يقوم لينفض عن نفسه الغبار ويقول: يااه، ما هذه الأفكار الغريبة الحمقاء التي تخطر للإنسان في مواقف معينة).

ولكن ليفين لم ينهي الموضوع كما أنهاه عبد الله السابق. بل انكب على الكتب مرّة أخرى يبحث عن الجواب، ولا يجده .. يتمزق بين الكلمات الملفقة للمادية والتاريخ الأسود للكنيسة. كان التفكير يؤرقه، إلى .. أن مرت به تلك الحادثة، في يوم ما كان يناقش أحد الفلاحين من القرية المجاورة عن قطعة أرض يؤجرها للسيد كيريلوف في تلك القرية، وسأله عن رأيه فيما إذا كان الأفضل له أن يؤجرها للسيد بلاطون من نفس القرية في الموسم القادم. لكن الفلاح أبى وأخبره أن بلاطون لن يستطيع دفع حسابها، فاستغرب ليفين وسأله عن السبب، فقال فيودر الفلاح:

كيريلوف، يضغط لآخر قطرة يجد فيها مصلحته، لا يرحم فلّاحاً مقابل ربحٍ له. أما بلاطون، فهل سيمزّق روحاً؟ – يعامل الناس بالدَين حيناً وبالمسامحة حيناً آخر.

     ولِمَ يتساهل بلاطون مع العاملين لديه لهذه الدرجة ؟ – استغرب ليفين ، وهو الذي يعرف أن إعطاء قليل من الحرية للفلاح يعني الخسارة الاقتصادية في الزرع

     هكذا ! لأن الناس مختلفين. إنسان يعيش لمصلحته الشخصية فقط، وإنسان يعيش لروحه ويتذكر الله.

     كيف يعيش لروحه ؟؟ وكيف يذكر الله ؟؟؟ – صاح ليفين

     معروفٌ كيف .. يعيش بحقيقة الله.

هذا الحديث ملأ قلب ليفين، فالكلمات البسيطة من فوه فلاح أوضح من تلك الجمل المعقّدة في كتب الفلاسفة.

((( الحياة ليست للمصلحة الشخصية والرغبات .. بل الحياة لله

ليست الحياة التي تملي رغباتنا وتدخلنا فيها، بل الحياة من أجل شيء غير مفهوم، لله الذي لا يستطيع أحد تعريفه.

كل الناس، كل العالم تتفق في أن: الإنسان يعيش من أجل مصلحته، وكلنا نعيش لذلك.

ولكن فيودر قال بكلمة، أن الحياة من أجل المصلحة وحدها خطأ، قد يكون لها نتائج مميتة.

إذا كان الخير لمصلحة .. لن يعود خَيراً !

إذا كان فعل الخير من أجل انتظار الجائزة لن يعود اسمه "خير" بمعنى الكلمة.

بالتالي، فالخير يجب ألا يكون له سبب !!!

وهذا واضح وبسيط فهمه … برغم أننا لا نعرف مصدره. )))

وأن تعيش مدركاً أن حياتك هذه ليست إلا فرصة لإنقاذ روحك ……. قد يعطيك معانٍ كثيرة أخرى …… لم تكن بالحسبان

 

 

 

 

 

في محاضرة NLP

فيفري 23, 2008
 
 
NLP في محاضرة 
 
م – قم أنت ! نعم أنت .. هل أنت فاشل ؟
م – أ.. أنا ؟ … أ أجل
م – هل قرأت كتب تحفيز الذات ؟ .. أو: ساعد نفسك ؟
م – أجل
م – يا لك من فاشل !!! وتطلب المساعدة من فاشل آخر ؟؟؟؟؟

I’ve got a job

سبتمبر 22, 2007
أعترف أنني قد يئست تماماً من إيجاد العمل بعد الرفض الرابع. بل أنني تقبّلت بكل كياني، فكرة أن الحصول على العمل هو السهل الممتنع لي. لم يكن هناك من داعٍ أن أرهق تفكيري بالأسباب، ربما السبب الذي رُفضت لأجله في المرة الأولى عممته على كل ما خلق الله من أشياء. ورغم معرفتي وإيماني الشديد بأنه هناك في مكانٍ ما ينتظرني مكاني لأشغله، إلا أنني استسلمت.
 
هل كان اتصاله مُتوقعاً ؟ .. إن كنت أتوقع معجزةً ، فلم يكون هو في قائمتها بالتأكيد.
 
بعد حوالي الــ ـ ـ ….. الزمن اللازم لتجّهزي، ألقيت نظرة أخيرة في المرآة ، وانطلقتُ أقفز في الأنفاق تحت الأرض بين القطارات والرُكّاب. حسبت مسبقاً الوقت الذي أحتاجه لأفتح الباب على توقيت غرينيتش المتفق عليه !!!
 
بدا لطيفاً للغاية بسمته الأوروبية وانجليزيته المطلقة، بل أنه أخذ يحدثني عن "عملي" وكأنني بدأته بالفعل. وربالرغم أنه مجرد مشروع لخمسة أشهر على الأكثر، إلا أنه صور مستقبلي المهني لعدة أعوام. اعتذر مراراً على عرضه "قائمة الطلبات" علي وأخبرني أنه لم يكن على علمٍ بأن رمضان قد بدأ. وفي النهاية أثنى على انجليزيتي.
 
رغم أنني كنت أفهم أنني لست المرشحة الوحيدة لهذا العمل. لكنني اعتبرت -لست أجد الدليل- أنه مكاني !
لربما هذا خطأي الذي أكرره كل مرة، بعد كل مقابلة عمل، وقبل مضي الوقت المتفق عليه لإعلان القرار، أتصور نفسي هناك…. ويشط بي الخيال حتى يصبح جزءًا من الحقيقة المؤجلة.
 
رغم تذكري لكل تلك الأشياء، إلا أنني عدت إلى البيت سعيدة، وقد وعدني أن يتصل بي ليلاً بعد أن ينتهي من رؤية جميع المرشحين واتخاذ القرار، لأباشر العمل -إن كنت أنا المختارة- في صباح يوم الغد.
 
أعتقد أن خيالي لا حدود له مع الوقت. جاء المساء متثاقلاً، أويت إلى الفراش ووضعت جميع أجهزة الاتصال على الطاولة بقربي، أغلقت عيني واستسلمت لأحلام سعيدة.
في صباح اليوم التالي، أيقظتني أمي لأغلق الباب حال ذهابها، وتساءلت إن كان قد اتصل .. ولابد أنه عقلي الباطن الذي قد تقبل مسبقاً فكرة "العطالة" أجاب بكل هدوء أنه لم يفعل.
 
مرت ساعات النهار ثقيلة واعتلتني الكآبة من جديد ، لكن ميزتها هذه المرأة أنها كانت ذو مسحة طريفة وساخرة، ابتسمتُ لسذاجتي السابقة وقلبت وجهي على أعمالي اليومية.
تلقيت اتصالاً لعملٍ آخر واتفقت على موعد للمقابلة. لكن هذه المرة بتثاقل وابتسامة صفراء. قمت أجمع شتات ملابسي، وبعد أن ألقيت النظرة الأخيرة في المرآة كعادتي ….. عدت أدراجي إلى غرفتي لأخبرهم بأنني لن آتي.
 
ما فائدة الذهاب، إن كنت أعرف أنهم لن يقبلوني ؟
 
يا لشيطنة تلك الجملة، إنها بداية الفشل !!! ..
 
وقبل أن أنهي من تبديل ثيابي ……… اتصل هو ……… وأخبرني أنهم لم يجدوا أحداً يقوم بالعمل أفضل مني ….. وكذلك أخبرني أنهم ينتظرونني الآن …. هناك ………… في مكاني الجديد
 
 

الحداد الأخير

فيفري 19, 2007
انثري شعرك حولي انثريه
و معاً آخر ليل العمر نقضي
هكذا يصبح موتي مدهشاً
عانقيني.. قبّلي عينيي و امضي
مستقيل وبدمع العين امضي
هذه الصفحة من عمري و امضي
لم يعد صدر الحبيب موطني
لا ولا أرض الهوى المذبوح أرضي
لم يعد يمكن أن أبقى هناك
فهناك يبكي على بعضي..بعضي
سعاد..اخبري من عن هوانا سائل
أن هذا القلب محتاج لنبضي
أنا إن غادرت دنيا حبنا فالهوى عهد سيبقى دون نبضي
سعاد.. و إذا حانت صلاة فاجمعي بعض دمعي و توضي
طهر الدمع ذنوبي كلها وسقى أرض المحبين و أرضي
انثري شعرك حولي و احضنيني و معاً أخر ليل العمر نمضي
هكذا يصبح موتي مدهشاً عانقيني قبلي عينيي و امضي

و اعذريني يا حياتي لم أعد قادراً إلا على الصمت لترضي
و وداعاً يا أحبائي وداعاً أنا متعب و العين تحتاج لغمض….

 

 

 

لكم كل الاحترام والتقدير

Jassy

التي أتمت هذه الصفحة من حياتها

وقلبتها … لتبدأ من جديد

بلاغ هام لكل من يعلّق في مساحتي

أكتوبر 29, 2006
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
سامحوا لي جرأتي .. "إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل إمرئ ما نوى" م
وأنا نويت الخير كله .. فتقبلوا بصدر رحب
 
 
ها هو الزمن يدور دورته, فمن أول قائمة في مساحتي الصغير هذه, من أول كلمة وموضوع وصورة, إلى اليوم مرت سنة تقريباً تغيرت أنا وتغير قُرائي ومعلقيّ. وكل يوم أرى بصمة جديدة دافئة تُترك بين صفحاتي
إن أردت يوماً أن أكتب "بيوغرفي" لمساحتي, فسأبدأها كالتالي : – م
 
في البدء كانت كلمة وشمعة, وكان الأصداقاء والأحباء
ثم بقيت وحيدة في مواجهة الأفكار, فعصفت وعصفت ما جائني بها .. كنت أكتب لذاتي وأدخل سبيسي خمس مرات في اليوم كالفريضة لأقرأ ما نشرته البارحة وأستمتع به كأنني أقرأه لتوي الآن أول مرة
ثم .. تكاثر الأصدقاء, وأخذت أرجلهم طريقها بين السطور, كثرت التعليقات وعبارات الشكر .. والمجاملات
كثرت النصائح والتهاني والتعييدات
وما شاء الله , وصلت التعليقات في إدى المواضيع لأكثر من خمسة عشر تعليقاً
نعم قد تجدون مساحات أخرى يحتوي الموضوع الآخر منها أكثر من مائة تعليق, ولكن بالنسبة لي هذا إنجاز
والآن, أود أن أتوجه إليكم بالشكر الجزيل (أولاً) أيها المعلّقون, وبالطلب الشديد ثانياً
أنا أنثر وجداني … أقدم لكم أفكاري وحصيلة علمي … من قلبي الكلمات التي أحببتها أنقلها لكم
لا أقبل المجاملات ….. ولا تلك التعليقات التي تُنشر من أصحابها بهدف التشهير بمساحاتهم
لا أقبل أن تعلقوا على شيء لم تقرؤوه .. ولا أحتاج لأن تكتبوا ما لا تشعرونه
وأعدكم … بطبيعة الحال برد الزيارة, والتعليق من القلب والروح لما أراه مناسب .. ولا تحملوا علينا إن لم نُعلّق, لكن هناك مواضيع فعلاً قد لا تحتاج لتعليق إلا مجاملةً .. وأنا لا أتقنها فاعذروني
وأصلاً .. لا أحب التعليق … بل أحيي النقاش
فما أنشره أحب أن أشارك أفكاركم به, وليس فقط متابعة آرائكم من بعيد
كلمة … بعد كلمة بعد كلمة …. قد نؤلف كتاباً , في قلوبنا
لذلك, أدعوكم لإعادة قراءة التعليقات وما أعلق على ما تعلقون عليه … لأنني أقبل كل فكرة للنقاش
 
واذكروا ….. أن أفكاري اليوم ……… هي ليست أفكار غدي
 
وأشكركم … لحسن تفهمكم
 
لنا مواعيد ……. على مفارق قصاصات من ورق .. إلكتروني مُقوّى
 
 
والسلام عليكم ورحمة الله
 
 

TRUST

أكتوبر 26, 2006
 
الثقة 
 
 شعور الطفل ذي الأشهر العشرة
 
الذي يضحك مرمياً في السماء غير آبه
 
لأنه يعلم يقيناً أن هناك من ينتظره على الأرض
 
 ليمسك به
 
 
 
 
 
 
 
تلك هي الثقة

 
 
 
 
 

فكيف أعود طفلة
 
لأعيشها من جديد
 
 
 
 
 

أنا وهو .. وفرويد

أكتوبر 9, 2006

عبثاً حاول التنبيش في ماضيي بحثاً عن سبب حيرتي

عبثاً سافر في السنين , وعبثاً حاولت إقناع نفسي بأمراضي الروحية … الكبت والرضوح والجرح

لكنه لم يفطن, أن يرسل خزعات حاضري إلى مختبره , لم يخطر بباله قط أن الأحزان تراكمت في حضوره

وقبل فوات لأوان .. أُنقذتُ … وأطلقت أشجاني لتتوحد بالمطر

واغتسلت

وأزلتُ ما علق على شعري من كلماته

فتحت باب الكبت على مصراعيه

لأنادي ….. إرحل … إرحل وخذ معك الكآبة

إلى الجحيم أيتها الأحزان .. فقد وُجدتُ للسعادة .. كما الطير وُجد للتحليق

 

 

 

 

خواطر في مهب الريح

أكتوبر 5, 2006
 
-1-
ليست أوراقي كأوراق الخريف
ولا الريشة في النسيم
ولكنها أفكار تائهة في أعاصير إحساسي
إن أخذها الزمن إلى الضفة الأخرى
فآمل ألا يجدها أحد غيرك
لأنك .. توأم خاطري
 
-2-
لم تتبدل الأشياء ..
فبيتي .. هو بيتي
وأوراقي وكتبي أكستها الغبار
وأقلامي جفف الرحيل أحبارها
وكل ما تغير .. في هذه الوحشة المهجورة
هو وردة حبك على الأطلال .. تكبر وتترعرع ..
عبيرها …….. في مهب الريح
 
-3-
أناس أناس
يدخلون .. يخرجون .. يأكلون .. يتكلمون …
يمشون ويضحكون .. يتهافتون
يعيشون .. ولا يعيشون
فهل الريح لم تعصب إلا بعيني .. آخذة مني هناء نومي ؟!!
 
-4-
لا لم أكن كذلك ..
في يوم من الأيام
كل من خلته نصفي .. طار مع الأوهام
إلا بريق عينيك .. في هدأة الأحلام
سلبني طمأنينتي .. وأعطاني حريتي
وأرسلك .. إلى جوف قلبي … لأعوام
 
-5-
هل تصدقني ؟! .. يا ذا الجلال والفخار
أني مزّقت الماضي .. ودست عليه .. وأحدثت فيه الدمار
وأحرقت بقاياه .. ونثرت الرماد وودعت المرار
لأقلب صفحة جديدة .. بيضاء كلو نالفريضة
وأنذرت كل حرف أخطه فيها
(……………………..)
 
 
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
 
 
حُررت منذ سنة ونصف, بعد عودتي من أطول رحلة أقوم بها وحدي .. بعيداً عن البيت, قريباً من الوطن
بعد سنة وشهر, أمسك بهذه الاوراق وقد عادت من الهجرة الشتوية واستعدت لهجرة أخرى …
ضحكت … استخففت بتفكير الإنسان …… وتفكيري "كوني إنسان" …
طويتها … ومزقتها ……… وأرسلتها للريح
لكن هذه المرة … أجزاءً صغيرة …..
 
 
 

الخارطة والمنطقة والحقيقة .. وأشياء من هذا القبيل

سبتمبر 28, 2006

 

الخارطة ليست المنطقة

 

نفضت الغبار عن بعض أفكاري لأجد هذه الفكرة ما تزال تتمتع بلمعانها وبريقها رغم تراكم الآراء والناس من حولي.

لازلت أتسائل كيف للناس البت في موضوع ما وهم لم يروا إلا قشوره ؟

قال الله تعالى في كتابه العزيز : وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء 36] . وهذا يتوجب استعمال الإنسان حواسه جميعاً للتحري عن الحقيقة.

 

 

الحقيقة الضائعة

 

الحقيقة ؟ هل هي نسبية لكل إنسان ؟ أم ثابتة ؟ أم مجرد مصطلح يدل به شيء لا أرضي ؟ ولا إنساني ؟

يقول ديل كارنيجي "إننا قلما نُعنى بالحقائق وإذا حدث أن حاول أحدنا استخلاص الحقائق فإنه يتصيد منها ما يفيد الفكرة الراسخة في ذهنه ولا يبالي بما ينقضها, أي أنه يسعى إلى الحقائق التي تسوّغ عمله, وتتسق مع أمانيه, وتتفق مع الحلول السطحية التي يرتجلها"

ويقول أندريه موروا "كل ما يتفق مع ميولنا ورغباتنا الخاصة يبدو معقولاً في أعيننا, أما ما يناقض رغباتنا بإنه يشعلنا غضباً"

إذا كانت الحقيقة هي (ما نريد سماعه فقط) فلماذا يقولون (الحقيقة مُرة) ؟

إذاً فالانسان لا يدرك تماماً ماهية الحقيقة, أو أنه يتناساها أغلب الأوقات. فما الذي يحل محل الحقيقة في عقل الإنسان ؟

قال محمد الغزالي "لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه, وزهدوا في إنصافه كالحقيقة !! . ما أقل عارفيها, وما أقل -في أولئك العارفين – من يقدّرها ويغالي بها ويعيش لها !! . إن الأوهام والظنون هي التي تمرح في جنبات الأرض, وتغدو وتروح بين الألوف المؤلفة من الناس. ولو ذهبت تبحث عن الحق في أغلب ما ترى وتسمع لأعياك طلابه"

من أين تأتينا هذه الأوهام و-الحقائق- الكاذبة ؟ ولماذا نسلم بها ونتبنى فكرة عن شخص آخر أو جهة معينة ؟

إن معظم ما يصلنا من معلومات – مرئية : كالتلفاز – سمعية : كالمذياع – بصرية : كالجرائد .. تشكل في عقل الإنسان العصري قوانين الحياة العصرية التي -غالباً- ما يسلم بها دون التحقق منها. ولهذا فقد باتت الطرق الإعلامية هي الأسهل للسيطرة على معتقد الشعوب والعامة, الذين بدورهم يتولون مهمة النقل فيما بعد, بل وتضخيم الأخبار والمبالغة بالأحداث ما يوافق تصورهم وتحليلاتهم وأذواقهم.

قال الله تعالى وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ   [الأنعام : 116]

وكذلك وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ  [يونس : 36]

 

ما العمل ؟ أهي طبيعة بشرية إذاً ؟ طالما أن الله عز وجل ذكرها صراحةً في كتابه العزيز ؟ وهل ستبق الحقيقة متلبسة الأثواب الذوقية والمصلحية لكل إنسان على حد؟

طائفة من الناس كانوا يعلمون حقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , لماذا إذاً زاغوا عنها ؟

وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 42]

اتباع منهج الإسلام (الصحيح) يؤمن للإنسان إمساك الحقيقة من مخانقها, فقد ذكر الله تعالى في ختام العديد من الآيات تذييلاً لإرشاده إلى الحقيقة من مثل قوله: كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ   [البقرة : 219] ,   مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ   [يونس : 3]    كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ  [البقرة : 242]

 

بالإضافة لما يقدمه أندريه موروا من علاج : الفصل بين العاطفة والتفكير. واستخلاص الحقائق المجردة بطريقة محايدة.

 

الخارطة ليست المنطقة 2

 

هي القاعدة الأولى لعلم NLP . بينها ألفرد كورزبسكي بالشكل التالي "إن الخريطة هي إدراكك بينما المنطقة هي الحياة" . إن وجدت مدينة هراري الكاميرونية في الأطلس, وفرحت باكتشافك, وقرأت معلوماتها الجغرافية والسياسية والتاريخية, لا يعني أبداً أنك كنت هناك !! . ربما من زارها ولم يتقصد القراءة عنها يعرف أكثر. وهذان الشخصان بتكاملهما قد يشكلان تصور أكبر عن هراري. لكن اختلافهما في وجهات النظر قد تؤدي إلى صدام فكري, لأن تحليل العقل البشري للأشياء يختلف من إنسان لآخر.

 

كما نحن نختلف في شرح مناهج الإسلام ….. بكل أسف ….. لم نعد نعلم الحقيقة فيها من الابتداع

 

فلماذا لا تأخذ يدك بيدي, ونجمع الحقائق -المجردة- ونستخلص منها ما يوافق فطرتنا … وإن كان من صدام, فلنضيق حدوده, ونبقي إنسانيتنا أكبر من صدامنا.

فأنت أخي في الله …… وقضيتنا واحدة ……… وهي الإسلام

 

 

 وأخيراً .. اللهم تجعلنا في عداد من قلت عنهم :

 

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [البقرة : 44]