Archive for 30 سبتمبر, 2007

لا أحد يجيب في موسكو

سبتمبر 30, 2007

 

-1-

للمرة الألف رقم هاتفها لا يجيب…‏‏
فقط كنت سأسألها عن صحتها، وعن السيلان الذي كانت تعاني منه، وأطمئنها أن كل الرفاق تعافوا منه بعشرين إبرة في مؤخراتهم المغبرة، فقط كنت سأسألها عن الثلج الذي قالت أنه يتراكم فوق منزلها طوال العام، وعن الساحة الحمراء، والصواريخ النووية، والعمال، والفلاحين، والقطارات، والغواصات، والعدالة الاجتماعية، وطابور المؤسسات، وعن صحة ستالين، و" دماغ لينين "، وعن السيد كوماكوف والدها الذي أصيب بجلطة دماغية من شدة كراهيته لأميركا، وكنت سأشكرها بحرارة على مواقف بلادها المبدئية من بلادنا، وأؤكد على الروابط العميقة التي تجمع الشعبين، وألفت نظرها إلى التشابه الفريد بين أحرف اسمي البلدين، وأن لطائراتهم، ودباباتهم، وناقلاتهم للجنود، وسيارات الجيب واظ، واللادا، فضل كبير، وأن المنشورات التي كانت تلقيها علينا طائرات الهوليكوبتر في أعياد العمال والفلاحين والكادحين والمعلمين والمصانع والشجرة وحركات التحرر العالمي، ما تزال مزروعة في وجداننا، وأني سأبقى ممتناً لها على آلاف شهادات الدكتوراه والماجستير التي وردتنا من بلادها العتيدة .‏‏‏‏‏‏
لو أنها ترفع سماعة الهاتف… فقط لأستفسر عن شروط الحصول على الجنسية، وأحدثها عن صورة كارل ماركس الذي كنت أعتقده جدي، وعن الكتاب الأحمر، والمبادئ العشرة، وكيف أن كل أصدقائي القدامى كانوا قبل أن يصابوا بأزماتهم النفسية، شيوعيين حتى العظم، يطلقون لحاهم ويعزفون على الجيتار ويشربون الفودكا، ويضاجعون الرفيقات قبل الاجتماعات وبعدها على أسرّة السكن الجامعي، وبغمضة عين تحولوا جميعاً إلى مجاهدين في أفغانستان يبغون مرضاة الله والشهادة.‏‏‏‏‏‏
فقط كنت سأذكرها أن تضع لي وردة على قبر دستويفسكي، وورقة صغيرة أرسلتها معها على قبر تشيخوف، وأن ترسل لي نسخة من فيلم "الغجر يصعدون إلى السماء"، ومنظار، ولتر سميرانوف أصلي، وسأقول لها كم كنت مجحفاً بحقها حين رفضتُ مساعدتها بـ" التشينج فيزا" ولم أرسل لها بطاقات الهاتف مدفوعة الثمن، وأن المدينة هنا لم تعد تطاق، وأنها كانت ولا تزال أجمل النساء وألطفهن، وأن لأيامي معها نكهة الحياة وحبوب النعناع التي كنا نبتلعها قبل صعودنا إلى السرير، وأني اشتريت كتاب تعلم اللغة الروسية بخمسة أيام . . . فقط لو أنها تجيب لأقول لها خرشو… خرشو…فقط أن تجيب لمرة واحدة فقط.‏‏‏‏‏‏
ألوا …هل يسمعني أحد في موسكو .

-2-

لأنها لم تجد من يستجيب لها في ذلك الليل، ولأنه لا أحد يجيب في موسكو، استسلمت للّصوص الذين سرقوا ذهبها وتحويشة العمر التي جمعها زوجها الذي مات موصياً إياها أن تبني لابنهما الوحيد حين يعود من روسيا منزلاً صغيراً، وأن تزوجه فتاة مكسورة العين منتوفة الريش.‏‏‏‏
في الصباح اجتمع الناس متأسفين على ما جرى، حالفين بأغلظ الأيمان أنهم لم يسمعوا شيئاً، ضربوا أكفهم ببعضها البعض، وأخرجوا خناجرهم، وبنادقهم المرخصة وغير المرخصة، متعاهدين على حماية هذه الأرملة الوحيدة، فهي أمانة بأعناقهم، وقرّروا وضع حارس بصفارة توقظ أهل الحي والأحياء المجاورة.‏‏‏‏
ولولت المرأة، وكشفت شعرها صارخة حتى انتفخت عروق رقبتها وازرقت دون جدوى، ولأن لا أحد يجيب في موسكو، لم تجد بداً من الاستسلام للّصوص الذين سرقوا هذه المرة التلفاز، وغسالة الثياب، والبراد الذي لم تكمل أقساطه، وخلاط المولينكس الذي لم تستخدمه غير مرة واحدة كنوع من التدريب.‏‏‏‏
رجال الحي لعنوا حظهم ونومهم الثقيل، وهددوا بطلاق نسائهم إن تكرر الأمر مرة أخرى، أما الحارس أبو صفارة الذي غلبه النوم، والنوم سلطان، طبقوا عليه حد التخاذل، بالجلد خمس جلدات وألا تقبل حراسته مرة أخرى، ولأن الرجال أكدوا للمرأة أن الشرطة لن تفعل أكثر من السين والجيم وتقيّد الحادثة ضد مجهول، رضخت لخطتهم بعد أن أعطوها مشغلاً لاسلكياً لأذان الجامع المجاور، فالأذان سيوقظ أهل المنطقة بأسرها، وسيمزقون اللصوص إلى أصغر قطع ممكنة.‏‏‏‏
اللصوص هذه المرة، وبعد استسلام المرأة التي لم يجبها أحد في موسكو، سرقوا أثاث المنزل ولم يتركوا غير حصيرة صغيرة وفرشة إسفنجية قديمة، وأهل الحي الذين اشتد غيظهم وضعوا المسؤولية في ذقن إمام الجامع لأنه لم يضع بطاريات في مشغل الأذان اللاسلكي، ولعنوا الدولة التي تشغلهم كالحمير، حتى إذا ما ناموا عجزوا عن سماع استغاثات جارتهم الأرملة الوحيدة.‏‏‏
المرأة التي سلمت أمرها لربها، بعد أن رأت ذهبها في أيدي نسوة الحي، وأغراضها متوزعة بين المنازل المجاورة، ويئست من أن يجيبها أحد في موسكو، لم تجد حين دخل اللّصوص منزلها إلا كشف عورتها الغليظة والرقيقة، لأنها لم تعد تملك أي شيء ليسرق، لم تصرخ ولم تولول، ولم تجرب الاتصال، فقط استلقت على فرشتها الإسفنجية جاهزة لاغتصاب جماعي وشيك، لكن اللّصوص غضوا أبصارهم، نزع أحدهم معطفه ورماه عليها، كل شيء إلا انتهاك أعراض الناس، استغفروا ربهم، وصاموا خمسة أيام بعد أن أطعموا عشرة مساكين من بعض المؤونة التي وجدوها في المنزل، وقرروا طرد هذه الأرملة من الحي، فهي سيئة، وتفتح رجليها لمن هبَّ ودب، مؤكدين وهم يتقاسمون ثمن منزلها أن المرأة العفيفة تضحي بحياتها دفاعاً عن شرفها.‏‏‏‏
في موسكو كانت الأمور تسير من سيء لأسوأ، ضاع الولد أو قتل بعد أن تطوع ناقماً من ضياع أحلامه مع المجاهدين في الشيشان، بينما راحت الأم التي فقدت عقلها، تستجدي المساعدة على أبواب السفارات، والجوامع، والكنائس ذات الأجراس الكبيرة

 

بقلم : أيلول سكيف

 

I’ve got a job

سبتمبر 22, 2007
أعترف أنني قد يئست تماماً من إيجاد العمل بعد الرفض الرابع. بل أنني تقبّلت بكل كياني، فكرة أن الحصول على العمل هو السهل الممتنع لي. لم يكن هناك من داعٍ أن أرهق تفكيري بالأسباب، ربما السبب الذي رُفضت لأجله في المرة الأولى عممته على كل ما خلق الله من أشياء. ورغم معرفتي وإيماني الشديد بأنه هناك في مكانٍ ما ينتظرني مكاني لأشغله، إلا أنني استسلمت.
 
هل كان اتصاله مُتوقعاً ؟ .. إن كنت أتوقع معجزةً ، فلم يكون هو في قائمتها بالتأكيد.
 
بعد حوالي الــ ـ ـ ….. الزمن اللازم لتجّهزي، ألقيت نظرة أخيرة في المرآة ، وانطلقتُ أقفز في الأنفاق تحت الأرض بين القطارات والرُكّاب. حسبت مسبقاً الوقت الذي أحتاجه لأفتح الباب على توقيت غرينيتش المتفق عليه !!!
 
بدا لطيفاً للغاية بسمته الأوروبية وانجليزيته المطلقة، بل أنه أخذ يحدثني عن "عملي" وكأنني بدأته بالفعل. وربالرغم أنه مجرد مشروع لخمسة أشهر على الأكثر، إلا أنه صور مستقبلي المهني لعدة أعوام. اعتذر مراراً على عرضه "قائمة الطلبات" علي وأخبرني أنه لم يكن على علمٍ بأن رمضان قد بدأ. وفي النهاية أثنى على انجليزيتي.
 
رغم أنني كنت أفهم أنني لست المرشحة الوحيدة لهذا العمل. لكنني اعتبرت -لست أجد الدليل- أنه مكاني !
لربما هذا خطأي الذي أكرره كل مرة، بعد كل مقابلة عمل، وقبل مضي الوقت المتفق عليه لإعلان القرار، أتصور نفسي هناك…. ويشط بي الخيال حتى يصبح جزءًا من الحقيقة المؤجلة.
 
رغم تذكري لكل تلك الأشياء، إلا أنني عدت إلى البيت سعيدة، وقد وعدني أن يتصل بي ليلاً بعد أن ينتهي من رؤية جميع المرشحين واتخاذ القرار، لأباشر العمل -إن كنت أنا المختارة- في صباح يوم الغد.
 
أعتقد أن خيالي لا حدود له مع الوقت. جاء المساء متثاقلاً، أويت إلى الفراش ووضعت جميع أجهزة الاتصال على الطاولة بقربي، أغلقت عيني واستسلمت لأحلام سعيدة.
في صباح اليوم التالي، أيقظتني أمي لأغلق الباب حال ذهابها، وتساءلت إن كان قد اتصل .. ولابد أنه عقلي الباطن الذي قد تقبل مسبقاً فكرة "العطالة" أجاب بكل هدوء أنه لم يفعل.
 
مرت ساعات النهار ثقيلة واعتلتني الكآبة من جديد ، لكن ميزتها هذه المرأة أنها كانت ذو مسحة طريفة وساخرة، ابتسمتُ لسذاجتي السابقة وقلبت وجهي على أعمالي اليومية.
تلقيت اتصالاً لعملٍ آخر واتفقت على موعد للمقابلة. لكن هذه المرة بتثاقل وابتسامة صفراء. قمت أجمع شتات ملابسي، وبعد أن ألقيت النظرة الأخيرة في المرآة كعادتي ….. عدت أدراجي إلى غرفتي لأخبرهم بأنني لن آتي.
 
ما فائدة الذهاب، إن كنت أعرف أنهم لن يقبلوني ؟
 
يا لشيطنة تلك الجملة، إنها بداية الفشل !!! ..
 
وقبل أن أنهي من تبديل ثيابي ……… اتصل هو ……… وأخبرني أنهم لم يجدوا أحداً يقوم بالعمل أفضل مني ….. وكذلك أخبرني أنهم ينتظرونني الآن …. هناك ………… في مكاني الجديد
 
 

سيد الاستغفار

سبتمبر 14, 2007
 

عن شداد بن أوس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم:

 

سيد الاستغفار:

 

اللهم أنت ربى لا اله الا أنت

خلقتنى و أنا عبدك

وأنا على عهدك و وعدك ما استطعت

أعوذ بك من شر ما صنعت

أبوء لك بنعمتك على وابوء بذنبى فاغفر لى

فانه لايغفر الذنوب الا أنت.

 

من قالها موقنا بها حين يمسى, فمات من ليلته, دخل الجنة, و من قالها موقنا بها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة.

 
 
 

*****

 
 
 

Shaddaad ibn Aws () reported that the Prophet  (sallahu alayhi wa sallam) said:   

 

The best prayer for seeking forgiveness is to say:

 

Allaahumma anta rabbi la ilaaha illa anta,
 Khalaqtani wa ana ‘abduka
 wa ana ‘ala ‘ahdika wa wa’dika ma astata’t.
 A’oodhu bika min sharri ma sana’tu,
 aboo’u laka bi ni’matika ‘alayya wa aboo’u laka bi dhanbi, faghfir li 
fa innahu laa yaghfiru’l-dhunoob illaa anta'
 
 
(O Allah, You are my Lord. None has the right to be worshipped  
but You. You created me and I am Your slave, and I am faithful to my covenant and my promise
 (to You) as much as I can. I seek refuge with You from all the evil I have done.
 I acknowledge before You all the blessings You have bestowed upon me,
 and I confess to You all my sins. So I entreat You to forgive my sins,
 for nobody can forgive sins except You)
 

        Whoever says this during the day, having faith in it and dies before the evening comes, will be among the people of Paradise, and whoever says it during the night, having faith in it, and dies before the morning comes, will be among the people of Paradise.”

         (Reported by al-Bukhaari, 5831)

عودة … في رمضان … !!!

سبتمبر 13, 2007

السلام عليكم

 

 

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وما ثقتي واعتصامي وتوكلي إلا على الله   

 

نصف سنة !! نصف سنة من عمري مرّت ولم أكتب لكم .. أو بالأحرى لي . نصف سنة والتيه يتراقص على شبّاكي. نصف سنة . أقليل أم كثير ؟

يسأل سائلكم : لُمَ عُدتي ؟ .. لقد أضحكتني يا صديقي بفكرتك "كالعادة لم تستقر على رأي !" . حسناً، إن التقلب لم يعد عقدة عمري فقد ألفته كما ألفت اسمي الذي لم أختره، ولم يؤخذ رأيي فيه أساساً. لكنني عدت لأنني لم أمت بعد. حداد روحي كان كاذباً، كان تحوّلا .. كان شيئاً لا أثبته في تاريخي الفكريّ . عدت لأن في قلبي بقي الكثير .. لم أقله بعد لكم .. ولنفسي … ولأنني لم أجد خيراً منكم يقرأ لي .. وخيراً من نفسي هنا.

 

وماذا بعد ؟  

 أهنئكم بقدوم الشهر المبارك .. شهر الطاعات والخيرات … الشهر الذي أنزل فيه القرآن … والشهر الذي شَهِد اهتدائي قبلاً .. والشهر الذي يخبئ في طيات هالكثير من الذكريات .. والأيام المميزة …. والكثير الكثير من الحب.

 

 

Smile

 

 

 

كل عام وأعمالكم مقبولة وبيوتكم عامرة وأفراحكم دائمة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته