Archive for 27 ماي, 2006

لمن نغني .. ؟

ماي 27, 2006
 
 
ولدت هنا كلماتنا
ولدت هنا في الليل يا عود الذرة

يا نجمة مسجونة في خيط ماء
يا ثدي أمّ لم يعد فيه لبن
يا أيها الطفل الذي ما زال عند العاشرة
لكنّ عينيه تجوّلتا كثيراً في الزمن
 
 
 
 
يا أيها الإنسان في الريف البعيد
يا من يصمّ السمع عن كلماتنا… بالعين لو صادفتها
كيلا تموت على الورق
أسقط عليها قطرتين من العرق
كيلا تموت
فالصوت إن لم يلق أذناً ضاع في صمت الأفق
 
 
 
 
أين الطريق إلى فؤادك أيّها المنفيّ في صمت الحقول
لو أنّني ناي بكفّك تحت صفصافه
أوراقها في الأفق مروحة خضراء هفهافة
لأخذت سمعك لحظة في هذه الخلوه
وتلوت في هذا السكون الشاعريّ حكاية الدنيا
ومعارك الإنسان والأحزان في
ونفضت كل النار كل النار في نفسك
وصنعت من نغمي كلاماً واضحاً كالشمس
عن حقلنا المفروش للأقدام
ومتى نقيم العرس ؟
ونودّع الآلام ؟
 
 
 
 
بقلم : أحمد عبد المعطي حجازي

لله .. أيها المسلمون أين أنتم ؟

ماي 25, 2006
 
دخل رجل بيت الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فلم يجد له متاعاً
فقال: أين متاعكم ؟
فقال أبو ذر : لنا بيت هناك نرسل له صالح متاعنا
ففهم الرجل وقال : ولكن لا بد لك من متاع ما دمت في هذه الدار
فأجاب أبو ذر : ولكن صاحب المنزل لا يتركنا فيه
 
***
 
 كان لرسول الله (ص) حديث متسلسل بالابتسام, أي أن النبي روى الحديث وابتسم ومن ثم فكان كل من يرويه يبتسم بدءا من الصحابة حتى وصل إلى نور الدين محمود الذي رواه لطالبه صلاح الدين الأيوبي وابتسم … ومن ثم عندما قام صلاح الدين بروي الحديث لأصحابه لم يبتسم… فقال له معلمه: أكمل الحديث يا صلاح الدين .. فقال : "كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير" !!؟
 
***
 
بينما النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف، إذ سمع أعرابياً يقول : يا كريم
فقال النبي خلفه : يا كريم
فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب وقال : يا كريم
فقال النبي خلفه :  يا كريم
فالتفت الأعرابي إلى النبي وقال : يا صبيح الوجه ، يا رشيق القد ، أتهزا بي لكوني أعرابياً والله لولا صباحة وجهك ، ورشاقه قدك ، لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم
فتبسم النبي وقال: أما تعرف نبيك يا أخا العرب ؟
قال الأعرابي : لا
قال النبي : فما إيمانك به ؟
قال : آمنت بنبوته ولم أره ، وصدقت برسالته ولم ألقه
قال النبي : يا أعرابي ، اعلم أني نيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة
فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي : صلى الله عليه وسلم : مه يا أخا العرب ، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها ، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً ، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيرا
فهبط جبريل على النبي وقال له : يا محمد ، السلام يقرؤك السلام ، ويخصك بالتحية والأكرام ، ويقول لك : قل للأعرابي ، لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا ، فغداً نحاسبه على القليل والكثير ، والفتيل والقِطمير
فقال الأعرابي : أو يحاسبني ربي يا رسول الله ؟
قال: نعم يحاسبك إن شاء
قال الأعرابي : وعزته وجلاله ، إن حاسبني لأحاسبنه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟
قال الأعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته ، وإن حاسبي على معصيتي حاسبته على عفوه ، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه
فبكى النبي حتى ابتلت لحيته
فهبط جبريل على النبي وقال : يا محمد ، السلام يقرؤك السلام ، ويقول لك : يا محمد قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة
 
 

حب … بلا أمل -2

ماي 6, 2006
 
 
ليلى: أحق حبيب القلب أنت بجانبي أحلم سرى أم نحن منتبهان
أبعد تراب المهد من أرض عامر بأرض ثقيف نحن مقتربان
قيس: حنانيك ليلى، ما لخل وخلة من الأرض الا حيث يجتمعان
فكل بلاد قربت منك، منزلي وكل مكان أنت فيه، مكاني
ليلى: فمالي أرى خديك بالدمع بللا أمن فرح عيناك تبتدران
قيس: فداؤك ليلى الروح من شر حادث رماك بهذا السقم والذوبان
ليلى: تراني اذن مهزولة قيس؟ حبذا هزالي ومن كان الهزال كساني
قيس: هو الفكر ليلى، فيمن الفكر؟
ليلى: في الذي تجنى

قيس: كفاني ما لقيت كفاني
ليلى: أأدركت أن السهم يا قيس واحد وأنا كلينا للهوى هدفان
كلانا قيس مذبوحٌ قتيل الأب والأم
طعينان بسكين من العادات والوهم
لقد زوجت ممن لم يكن ذوقي ولا طعمي
ومن يكبر عن سني ومن يصغر عن علمي
غريب لا من الحي ولا من ولد العم
ولا ثروته تربي على مال أبي الجم
فنحن اليوم في بيت على ضدين منضم
هو السجن وقد لا ينطوي السجن على ظلم
هو القبر حوى ميتين جارين على الرغم
شتيتين وان لم يبعد العظم من العظم
فان القرب بالروح وليس القرب بالجسم
قيس: تعالي نعيش ياليل في ظل قفرة من البيد لم تنقل بها قدمان
تعالي الى واد خلي وجدول ورنة عصفور وأيكة بان
تعالي الى ذكرى الصبا وجنونه وأحلام عيش من دد وأمان
فكم قبلة ياليل في ميعة الصبا وقبل الهوى ليست بذات معان
أخذنا وأعطينا اذا البهم ترتعي واذ نحن خلف البهم مستتران
ولم نك ندري يوم ذلك ما الهوى ولا ما يعود القلب من خفقان
منى النفس ليلى قربى فاك من فمي كما لف منقاريهما غردان
نذق قبلة لا يعرف البؤس بعدها ولا السقم روحانا ولا الجسدان
فكل نعيم في الحياة وغبطة على شفتينا حين تلتقيان
ويخفق صدرانا خفوقا كأنما مع القلب قلب في الجوانح ثان

(تنفر ليلى)
ليلى: وكيف؟
قيس: ولم لا؟
ليلى: لست قيس فاعلا ولا لي بما تدعو اليه يدان
قيس: أتعصينني يا ليلى؟
ليل: لم أعص آمري ولكن صوتا في الضمير نهاني
وورد يا قيس؟، ورد ما حفلت به لقد ذهلت فلم تجعل له شان
قيس غاضبا: تعنين زوجك يا ليلى؟
ليلى منكسة رأسها: نعم
قيس: ومتى أحببت وردا؟ ترى أحببته الآنا
ليلى: فيم انفجارك؟
قيس: من كيد فجئت به
ليلى: اني أراك أبا المهدي غيرانا
أجل هو الزوج فاعلم قيس أن له حقا على أؤديه وسلطانا
قيس: اذن تحاببتما؟
ليلى: بل أنت تظلمني فما أحب سواك القلب انسان
ولست بارحة من داره أبدا حتى يسرحني فضلا واحسانا
نحن الحرائر ان مال الزمان بنا لم نشك الا الى الرحمن بلوانا
قيس: بل تذهبين معي
ليلى: لا، لا أخون له عهدا، فماحاد عهدي ولا خان
فتى كنبع الصفا لم يختلف خلقا ولا تلون كالفتيان ألوانا
قيس متهكما: أراك في حب ورد جد صادقة وكان حبك لي زورا وبهتانا
ليلى: قيس
قيس خارجا: اتركيني بلاد الله واسعة غدا أبدل أحبابا وأوطانا
(يحاول أن يتركها فتمسك به ليلى)
ليلى: العقل يا قيس
قيس: لا، خل الرداء دعي
ليلى: وارحمتاه لقيس عاد كانا
(ثم يفلت منها ويندفع الى سبيله تاركا اياها باكية في هيئة استعطاف)
 
 
 
من مسرحية : مجنون ليلى لأحمد شوقي