I’ve got a job

أعترف أنني قد يئست تماماً من إيجاد العمل بعد الرفض الرابع. بل أنني تقبّلت بكل كياني، فكرة أن الحصول على العمل هو السهل الممتنع لي. لم يكن هناك من داعٍ أن أرهق تفكيري بالأسباب، ربما السبب الذي رُفضت لأجله في المرة الأولى عممته على كل ما خلق الله من أشياء. ورغم معرفتي وإيماني الشديد بأنه هناك في مكانٍ ما ينتظرني مكاني لأشغله، إلا أنني استسلمت.
 
هل كان اتصاله مُتوقعاً ؟ .. إن كنت أتوقع معجزةً ، فلم يكون هو في قائمتها بالتأكيد.
 
بعد حوالي الــ ـ ـ ….. الزمن اللازم لتجّهزي، ألقيت نظرة أخيرة في المرآة ، وانطلقتُ أقفز في الأنفاق تحت الأرض بين القطارات والرُكّاب. حسبت مسبقاً الوقت الذي أحتاجه لأفتح الباب على توقيت غرينيتش المتفق عليه !!!
 
بدا لطيفاً للغاية بسمته الأوروبية وانجليزيته المطلقة، بل أنه أخذ يحدثني عن "عملي" وكأنني بدأته بالفعل. وربالرغم أنه مجرد مشروع لخمسة أشهر على الأكثر، إلا أنه صور مستقبلي المهني لعدة أعوام. اعتذر مراراً على عرضه "قائمة الطلبات" علي وأخبرني أنه لم يكن على علمٍ بأن رمضان قد بدأ. وفي النهاية أثنى على انجليزيتي.
 
رغم أنني كنت أفهم أنني لست المرشحة الوحيدة لهذا العمل. لكنني اعتبرت -لست أجد الدليل- أنه مكاني !
لربما هذا خطأي الذي أكرره كل مرة، بعد كل مقابلة عمل، وقبل مضي الوقت المتفق عليه لإعلان القرار، أتصور نفسي هناك…. ويشط بي الخيال حتى يصبح جزءًا من الحقيقة المؤجلة.
 
رغم تذكري لكل تلك الأشياء، إلا أنني عدت إلى البيت سعيدة، وقد وعدني أن يتصل بي ليلاً بعد أن ينتهي من رؤية جميع المرشحين واتخاذ القرار، لأباشر العمل -إن كنت أنا المختارة- في صباح يوم الغد.
 
أعتقد أن خيالي لا حدود له مع الوقت. جاء المساء متثاقلاً، أويت إلى الفراش ووضعت جميع أجهزة الاتصال على الطاولة بقربي، أغلقت عيني واستسلمت لأحلام سعيدة.
في صباح اليوم التالي، أيقظتني أمي لأغلق الباب حال ذهابها، وتساءلت إن كان قد اتصل .. ولابد أنه عقلي الباطن الذي قد تقبل مسبقاً فكرة "العطالة" أجاب بكل هدوء أنه لم يفعل.
 
مرت ساعات النهار ثقيلة واعتلتني الكآبة من جديد ، لكن ميزتها هذه المرأة أنها كانت ذو مسحة طريفة وساخرة، ابتسمتُ لسذاجتي السابقة وقلبت وجهي على أعمالي اليومية.
تلقيت اتصالاً لعملٍ آخر واتفقت على موعد للمقابلة. لكن هذه المرة بتثاقل وابتسامة صفراء. قمت أجمع شتات ملابسي، وبعد أن ألقيت النظرة الأخيرة في المرآة كعادتي ….. عدت أدراجي إلى غرفتي لأخبرهم بأنني لن آتي.
 
ما فائدة الذهاب، إن كنت أعرف أنهم لن يقبلوني ؟
 
يا لشيطنة تلك الجملة، إنها بداية الفشل !!! ..
 
وقبل أن أنهي من تبديل ثيابي ……… اتصل هو ……… وأخبرني أنهم لم يجدوا أحداً يقوم بالعمل أفضل مني ….. وكذلك أخبرني أنهم ينتظرونني الآن …. هناك ………… في مكاني الجديد
 
 

رد واحد to “I’ve got a job”

  1. 3Assem Says:

    أهنئك على عملك الجديد ,  و كذلك على اسلوبك الأدبي الراقي

أضف تعليق