خلف أشجار الكينا
محمول بعبق السرو
هناك بعيداً عن الجسد
قريباً من الروح
يزهر السوسن .. وشقائق النعمان
ليل غريب ينجلي
وتظهر أشعة الحب
في سماء الوطن القابع
وراء بعد المسافة
تنشر الشمس جزئيات عشقها
فيروزية .. حلبية
وليلة غربة تلي خمس سنوات
من التشرد والحيرة
أغدٌ ينتظرني بعبوسه من جديد
أم السفر يحملني بطياته
إلى حيث يسكن الحب
إلى حيث .. تهاجر السنونو
شرقيتي المعذبة
تصرخ مكبوتة .. منسية
في بلاد .. ليست بلادي
بين ناس .. أهلي, وليسو أهلي
والسماء تجمعني
السماء فوقي , هي تلك التي فوقك
وفوق حبي
وفوق وطني
أإذا الزمان فرّقنا …
فيروز والسماء والصباح .. وما تبقى لي من شتات ذكريات طفولة … يجمعوننا ؟!!
استمع للقصيدة بصوت كاتبها "عمر الفرّا" من هنـــــــــــــــــا
أي شهر قد تولى .. يا عباد الله عنا
حق أن نبكي عليه .. بدماء لو عقلنا
كيف لا نبكي لشهر .. مرّ بالغفلة عنا
ثم لا نعلم أنّا .. قد قبلنا أم حرمنا
ليت شعري من هو .. المحروم والمطرود منا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لولا أمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالفرح في مثل هذا اليوم … لبكيت
لم يكن لرمضان هذا العام قوة وقع مثل رمضان الماضي الذي غير مجرى حياتي وأذاقني حلاوة الإيمان والعبادة .. ومن ثم, كيف للإنسان أن يفرح بالعيد .. بعيداً عن الوطن .. بعيداً عن أفراحه في الوجوه جميعاً والعائلة الكبيرة التي تجتمع في بيت الجد الأكبر ليحتفل الكبار والصغار مع بعض. لكن .. طالما أنه أمر من الرسول صلى الله عليه وسلم .. فوجبت الطاعة
لقد جعلت من عيدي فرحاً رغم جميع المنغصات
صباحاً, انطلقت إلى المسجد الأساسي في موسكو, مشحونة بالتوتر ومزيج من الأحساسات المتناقضة من الفرح والخوف والحزن. لم أحضر صلاة عيد قبل اليوم أبداً, وأصلاً لم أذهب إلى هذا المسجد قبلاً .. التقيت زميلتي -التترية- في الطريق كما تواعدنا وانطلقنا معاً. لم نأت باكراً كما كنت أتمنى, قبل الصلاة بنصف ساعة لا غير, إلا أننا تهنا في زحام المسلمين نساءً ورجالاً نبحث عن الطريق المؤدي للمكان المخصص لمصلى النساء. اكتشفت متأخرة أنه لا يوجد مثل هذا المكان !! .. فأولاً, المسجد من الداخل مغلق, حتى مصلى النساء اليومي حوّل إلى مصلى للرجال, وأعتقد أن من كان بالداخل من الناس التي على رأسها (الريشة) الكبيرة. أما الناس الباقين -وهم الأكثرية الساااحقة- فبدأوا بافتراش الرصيف والحديقة وحتى الشارع الذي أغلق في هذا اليوم. سجادات وأكياس وكراتين بل وجرائد امتدت أمام كل واحد. لم أفكر أن أحضر معي شيئاً من ذلك .. الطقس كان لا بأس به, ولكن المطر لم ينقطع في الليلة السابقة, لكم أن تتخيلوا حالة الأرض في ذاك الوقت. مشينا كثيراً بين عداد وصفوف المصلين الذين استعدوا لسماع خطبة العيد – فعلاً غريب من الروس أنهم يصلون ركعتي العيد بعد سماع الخطبة بينما المفروض هو العكس – والغريب أيضاً أن الصفوف كانت خلاطاً بين النساء والرجال – يا سبحان الله – والأغرب من كل شي .. هن النساء اللواتي جئن للصلاة بلا حجاب أو ببنطال يكسم مؤخرتهن يا إلهي !! فقد شعرت بكل القرف لوجودي في هذا المكان – اللهم اغفر لي – لكن هذا ما حصل . لا أعرف أين العاملين والقائمين على التنظيم ؟ أم أنهم غير موجودون أصلاً .. يا للأسف
بحثت كثيرا مع صديقتي ريما عن مكان – مناسب – لنقيم فيه صلاتنا, إلى أن وجدنا مكاناً في زاوية بعيدة جداً وبين المباني (إذ أن الساحة حول المسجد امتلئت وامتدت الصفوف إلى ما بين المباني المجاورة- ووقفنا في آخر صف في الزاوية مع مسلمتين آخرتين ومن الجهة الأخرى وقف الرجال. لم يكن المكان رصيفاً بل أشبه بحديقة صغيرة, تراب وبعض الشجيرات, مر بخاطري سريعاً كيف لنسنجد على الطين , إلى أن -شحدنا – جريدتين من أخ مسلم أمامنا الذي لم يرد أن يخجلنا إلا أنه حمّلنا بعض الـ(من نية) مع أنني لا أفهم ماذا كان سيفعل بالجرائد الزايدة لديه
اللهم اعف عني .. وعن سوء ظني بعبادك الذين أتوا للصلاة لك في العيد
المهم .. لم نستطع أن نتبين تماماً ما جاء في الخطبة -نصفها باللغة التترية ونصفها بالروسية- ولكنني استطعت تميز التلاوة والتكبيرات بوضوح, وقضينا الخطبة واقفين على أقدامنا. ومجموعة شباب أمامنا مستغرقين في حديث طويل وضحكات مدوية .. إلى أن جاء وقت إقامة الصلاة …… اللهم اعف عن نيتي …… ذاب قلبي بسماع تلاوة مفتي روسيا السيد "رافيل غين الدين" بصوته الشجي وانطلق جسدي أمامي بالسجود غير آبهاً بالطين والبرد والرجال الواقفين على الطرف الآخر ………. لكن الطامة الكبرى كانت هنا …….. أنه لم يسجد الرجال الواقفون على يميني … بل ظلوا جامدين واقفين
اللهم تب عن نيتي …… لكنني حقيقةً أشعر بالأسف … الأسف الأسف الشديد … كل هذه الجموع … كل هذه الألوف (ولست أبالغ) أتت ليس للعبادة بل للفرح واللقاء وتبادل السلامات
طبعاً أفهم التعميم ممنوع أينما كان … ليس الكل بل المعظم
انتهت الصلاة … امتنعت وصديقتي من الذهاب والتحرك إلى أن فرغت الساحة نوعاً ما من الرجال …. وانطلقنا إلى أعمالنا
إلهي …… الحمد والشكر لك …… الذي بلغتني ما بلغتني …… الشكر لك على نيتي في عبادتك وحمدك
الحمد لك …… والدعاء لك بعدم الوقوع في الفتنة
حدثتني صديقتي أن كثير من الشباب يأتي إلى هنا للتعارف …… اللهم دعائي لك أن تجل نية الألوف هذه للاجتماع لعبادتك فحسب
المهم … أن العيد كان رائعاً …. اجتماعي للفطور في آخر يوم من رمضان مع أصدقائي …. واجتماعي مع عائلتي في أمسية العيد …. فرح لا يوصف
حقاً .. إن السعادة من صنع الإنسان وحده وتوفيق رب العالمين …. ولا يصح لنا انتظارها جالسين مكتئبين
والسلام عليكم
عن عمر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا؟". قالوا: يا رسول الله الملائكة. قال: "هم كذلك، ويحق ذلك لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم" قالوا: يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة والرسالة. قال:" هم كذلك، ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم" قال: قلنا فمن هم يا رسول الله؟ قال: "أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يروني، ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا."
[أخرجه الحاكم والإمام أحمد بن حنبل] معن بن محيريز قال قلت لأبي جمعة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: نعم،أحدثك حديثا جيدا، تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله هل أحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك. قال: "نعم قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني". [أخرجه الدرامي والطبراني وصححه الحاكم] م
وفي رواية أخرى، فقلنا: يا رسول الله، هل من قوم أعظم منا أجرا، آمنا بك واتبعناك. قال: "ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أظهركم، يأتيكم الوحي من السماء، بلى قوم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا." م
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى المقبرة، فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. وددت أنا قد رأينا إخواننا" قالوا: "أو لسنا إخوانك يا رسول الله." قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد" فقالوا: "كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله" فقال: "أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة، بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض. ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك. فأقول سحقا سحقا" [أخرجه مسلم] م
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين. قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال خمسين منكم." [السلسلة الصحيحة] م
تخيلوا ؟؟
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات" [رواه أحمد والطبراني] م
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “من أشد أمتي لي حباً ، ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله" [رواه مسلم] م
استسلم لذوبانه بانفعال وادع.. ثم اختلط بها، صارت خلاياهما واحدة، صارا كلا واحدا، فاتحدت على شفاههما ابتسامة شفافة رائعة
حين طلعت شمس ذلك الصباح، تجمع الأصحاب حول جسد يعانق الأرض بعد أن أعطى دمه لترابها، ولاح للأعين المحدقة بهما أنهما يعلنان شيئا واحدا، عميقا جدا، ومؤثرا جدا، يحسه كل من يراهما، ولكن أبدا لا يستطيع تفسيره
بقلم : محمد توفيق الصواف