رفات حب

السلام عليكم أيها القراء القلائل المتبقين ممن يزور مساحتي بعد انقطاع مقالاتي
أرجح الظن أن القصر قد بات خاوياً على عروشه حتى من القراء لأنني نفسي امتنعت الدخول إلى مساحاتكم، بالتالي انقطعت (الدعاية) عن سبيسي.
 
على أي حال .. أنا ممتنة لكم … أنا مدينة لكم بالشكر الجزيل أيها الداخل هنا بقوة، وتشعر نفسك في بيتك، ولا تعاتبني على انقطاعي سواء عن مساحتي أو مساحتك.
سيجزيك الله كل الخير بإذنه.
 
برغم جميع الحماقات التي كتبتها في الفترة الأخيرة، خاصّة تناقضها العجيبمن يوم ليوم .. التقلّب والتفكير والحيرة … لن أنشر اليوم شيئاً مما تسطره يدي الآثمة. ممممم، من يقول أنني معقّدة ؟ على العكس أيها العزيز (يكفي أن تصل إلى هذا السطر من الهراء لتصبح عزيزاً علي)، فالإنسان على كل حال كائن معقّد (لا يمكنك أن تنكر ذلك !!!).
 
لم أتوقف عن الحيرة هذه اللحظة، ربما ستستمر وتتفاقم … لكنني قرأت اليوم ما أعجبني .. أعجبني بشدة وسأنقله لكم، معذرة من الكاتبة، لم أجد بريدك يا آنستي ولكن جل احترامي وإعجابي بما كتبت -وأحلام مستغانمي- وأرجو أن تعذرنيني على اختراق القوانين المحفوظة والمخطوطة الغير معلنة ما بيننا (نحن كتّاب المدونات).
 
 
حسناً، يكفي هراءً .. وننتقل إلى الموضوع ….. منشور في مدونات المجانين، بعنوان رفات حب بقلم : سماء على هـــذا الرابط
 
 
***
 
" إنه لا يهتم بك بما يكفي، إنه لا يحبك "

كان نقاشا مثريا في البرنامج الشهير أوبرا حول كيف نشفى من (حالة عشقية) كما عبّرت أحلام مستغانمي، قال مؤلف الكتاب الذي كان موضوع نقاش (أوبرا): عندما تبدئين في اختلاق العذر تلو العذر لإهمالاته المتكررة لك، وعندما لا يجد كلاما حقيقيا يقوله وتحسين بصدقه، فاعلمي حينئذ أنه لم يعد (يحبك) لأنه لم يعد (يهتم بك إلا بما يكفي لعلاقة تبقى باهتة، يتمسك بها، ليعود إليها عندما لا يجد شيئا آخر يهتم له وبه حقيقة)، فلا تغرقي أكثر في بحر عشق تخبو به ومعه روحك، وتفقدين الإحساس بجمالها بسببه يوما بعد يوم.

"إنه لا يهتم بك كفاية، إنه لا يحبك، إنه لا يستحقك"

ثلاثية نحتاج لتذكرها دوما، لكن بحكمة، لننزلها منزلتها، ففي اللحظة التي يتحول فيه الحب إلى استجداء للاهتمام، والتفهم، والتقدير، يكون قد وصل إلى محطته الأخيرة، ومحاولات استبقائه ستزيد سرعته في طلب المغادرة.

مغادرة حب قد دبت في مراياه الشروخ، تتطلب تجديدا لحياتنا، نستبدل تلك المرايا المشروخة بمرايا أخرى لامعة تستمد لمعانها من استفاقتنا، وفهمنا، وإدراكنا بأن الحب المشروخ لم يعد حبا بل بات مشاعر شائهة تظل تنهش دواخلنا .

والخروج من حب جديد من صادق ما يعين عليه توبة، تجديد العلاقة بالله عز وجل، وهذا التجديد (التوبة) لا يرتبط فقط بالذنب كما قد يتبادر إلى الذهن ابتداء، ولكن هو فعل دائم للقرب من الله عز وجل، بما يعنيه ذلك من قرب من الكمال الإنساني، جمالا وسلاما يملأ وجداننا، فإهمالنا طلب الكمال الخاص بنا، هو قصور في السعي نحو الله ..

كانت ليلة أمس رحلة جميلة أنسنا فيها باسم الله التواب، قراءة في معانيه، وتأملا فيما ورد في بيانه عن أهل العلم، وكان من المعاني الذي وقفنا عندها، هي علاقة التوبة ب(التجديد)، تجديد نمط الحياة المعاش، ثورة حقيقية حانية حتى في أبسط التفاصيل كتجديد طريقة اللبس مثلا، هذا فضلا عن تواصل -تنبض فيه قوة (التجديد)-مع ذوي الأرحام، والأصدقاء، والأصفياء، وفي كل ذلك نحن في الحقيقة نرى الله، نتصل به، نقوي قلوبنا به، ثم امتدادا لذلك تنبض قلوبنا بحب (جديد) لذواتنا، ولمن يطلب مودتنا ممن استغرقتنا (الحالة العشقية) عنه .

"لتشفى من حالة عشقية يلزمك رفات حب، لا تمثالا لحبيب لتواصل تلميعه بعد الفراق، مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما. يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس إليك، أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن، لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة، اكتب لمثل هذا خلقت الروايات .

أحلام مستغانمي .
أحلام تقدم تفصيلا آخر يمكن أن نغني به حياتنا، نحتضن مشاعرنا كتابة، نحيي فيها اعتزازنا بأنفسنا، ونصون ذاكرتنا من الاحتفاظ بجثة حب ميت، بل ننقلها من براد الذاكرة إلى حرارة آفاق الكلمة، وسلطان الكتابة الذي يقوينا بعزته، و النور الذي ينبثق به، فيكشف لنا عن سعة الحياة التي يمكن أن نحياها بعيدا عن مواصلة تلميع تمثال الحبيب بعد الفراق .

نعم هو رفات حب، هذا التصور الذي ينبغي أن نصطحبه في مخيلتنا، نقاوم رغبته المقاتلة في التشكل تمثالا، نقاومها بكل المعاني التي حملتها السطور السابقة، ونقاومها بتهميش حقيقي لمن كنا في هامش تفكيره أو عطاءاته، ودمتم متألقين !

حرر في :
الخميس: 8/12/2005م

 
***
 
 
آه …………… لكم فهمت ما كنت لم أفهمه قبل قراءة هذا المقال
 

6 تعليقات to “رفات حب”

  1. Smart Says:

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
     
    كيف حالك جيسى ؟ ارجو ان تكونى بخير
     
    اولا كل عام و انت بخير

  2. Smart Says:

     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
     
    ثانيا بالنسبة لموضوع الزيارة فأظنه غير مرتبط بقضية الدعاية للأسبيس من عدمه ، على الأقل بالنسبة لى انا
    فمتابعة الأدصقاء و الأخوان فى كتابتهم امر مفيد للتواصل
    لكن انت من فترة لم تضيفى جديد عندك و هذا سبب قلة الزوار على ما اعتقد
     
    ثالثا
    " إنه لا يهتم بك بما يكفي، إنه لا يحبك " = " إنها لا تهتم بك بما يكفي، إنها لا تحبك "
     
    الموضوع خاضع و نقابل للطرفين و ليس لطرف واحد فقط
     
    الحالة العشقية
    كأنها مرحلة من مراحل السقوط فى بئر عميق، فاما ندخل فى مرحلة الظلام الدامس
    او نستمر فى السقوط مع تصاعد وتيرة الحب
     
    التوبة
    كما الماء و الهواء لازم لحياة الجسد فالتوبة ايضا لازمة لحياة القلب
     
    (يكفي أن تصل إلى هذا السطر من الهراء لتصبح عزيزاً علي)
    لقد تعديت هذه السطور بعدة اسطر لأثبت لك ان قراءة موضوع جيد هو امر محبب لعقل كل شخصية تستوعب و تفهم ما تقرأ، فكما قلت فى موضوع سابق لك انت ان التعليق على امر ما يستلزم ان يكون الموضوع نفسه يستحق التعليق.
     
    حرر فى 23-12-2006

  3. Smart Says:

    الموضوع خاضع و نقابل للطرفين و ليس لطرف واحد فقط
     
    التصحيح هو
     
    الموضوع يخضع له الطرفين و مقابل لكل منهما و ليس لطرف واحد فقط

  4. alaa Says:

    السلام عليكم
    إزيك يا جاسي
    أخبارك إيه
    نحمد الله على عودتك لينا من جديد
    ويارب نشوف دائماً جديد وجميل عندك في صفحتك الجميله
    إنه لا يهتم بك كفاية، إنه لا يحبك، إنه لا يستحقك
    انا شايف إن الجمله دي تفتقد إلى الكثير من الواقع
    فعدم الإهتمام ليس معناه موت الحب
    ولكن الحب كما أراه هو كالطفل
    الذي يكون أكثر حركه وضجيجاُ في أول حياته
    ولكنه بعد فتره من الفترات يتحول في شكله وفي طبيعته
    وهذا لا يعتبر إهمال
    إما إذا كان الواقع هو الإهمال فهذا مرض يصيب علاقة الحب
    وليس مرضاً قاتلاً
    بل له علاج
    وعلاج سهل جداً
    وهذا العلاج يمكن إختصاره في عدة كلمات قالها الشاعر نزار قباني
    في قصيدة له يقول فيها
    كوني البحر والميناء كوني الأرض والمنفى
    وكوني الصحو والإعصار
    كوني اللين والعنفا
    أحبيني بألف ألف أسلوبٍ
    ولا تتكرري كالصيف
    إني أكره الصيفا
    فالحب لا يعرف الروتين
    وعندما تتحول علاقة الحب إلى روتين
    يذهب الإهتمام والفضول
    وبالتالي تحدث المشكله التي تتكلمين عنها
    أشكرك وأنتظر الجديد
    سلام

  5. 3Assem Says:

    لا اتفق معك مطلقا , أن ما تكتبينه حماقات … اسمحي لي أن اقول انني حفظت اسم المساحة لأنها ببساطة أفضل ما زرت حتى الان , هذا بدون أن اتكلم عن اسلوبك الادبي الرفيع و هو الشئ الذي يجرا جرا لأتنسم رحيق الكلام على مساحتكاعجبني كثيرا الكلام الذي أوردتيه عن التوبة , جزاك الله عنا خير الجزاءأتمنى أن تقبلي مني تهنئتي المتواضعة بعيد الاضحى المبارك , كل عام و انت بخيرو أتمنى أن أرى لك موضوعا تغطين فيه أجواءه في روسيادمتي بخير

  6. monaliza Says:

    عجيب امرى و امرك و امر كل البشر
    نعيش نحب ونعشق ونتودد لمن لا يكترثون بنا
    لمن يعيشون يفكرون و يدبرون كيف يعيشو سعداء
    ونحن نعيش نفكر كيف نمنحهم السعاده
    ولا نعطى بالا ولا اهتماما لمن يتودد لنا
    لمن يتمنى ان يرانا فى احسن حالاتنا
    فنقضى حياتنا بين فكى كساره البندق الفك العلوى هو الزكريات و الفك السفلى هو الالم
    فنحيا  فى انتظار موعد الانكسار الابدى من اى محبوب لنا

أضف تعليق