زمان … يا حب

-1-

 

هادئاً…؟

مستسلماً لمصيره الغامض ، ونزيفه الموقوت… يأتي هذا الحب!؟

لا نفتح له قلباً ، لا ندير له ظهراً ، لا نوليه اهتماماً ، ولا نعلي له فرحاً أو نعلن له حزناً.

يدخل زماننا دون أن ندري ، يربت على أكتافنا فيما نتصنع الاستغراق في الغفلة… زماننا الممتد كجسد أفعى بلا رأس ولا ذيل ؛ لم يعد يميز البدايات ، لم يعد يعبأ بالنهايات ، لم يعد يتلمس ندوباً أو يسترسل في انحناءات

 

-2-

 

هادئاً…؟

مستسلماً ، يعاني كهولة مبكرة  وهرماً وراثياً… يأتي هذا الحب!؟

لا نرحب به ، لا نشعر بخجله وارتباكه وهو يقف بأبواب قلوبنا ، منتظراً أن ندعوه للدخول ، أو نخرج إليه بكل عرينا وأشواقنا

فقط…؟

سنفسح له مكاناً كهذا في تقاويم عشقنا ، وانتكاسات أحلامنا ، وضياع أمانينا حين نجلس لنبوح بالمستحيل ، ونعترف بالوهم ، ثم نتحدث عن الحب بأناقة ، ونحاول أن نشرح جثته المحنطة في ثلاجة أرواحنا لزمن مدخر وأمل موعود

 

-3-

 

مستسلماً وبارداً…؟

يفرش ملاءته الأرجوانية الباهتة على السرير حيث اعتدنا أن نمارس باسمه كل الطقوس ، التي كانت تقوده إلى حالة فصام ، لا يتعرف فيها حتى على نفسه

يفرش ملاءته لبعض الذكريات التي يحملها معه حين يرحل…؟

لبعض الأحداث التي ستنسب إليه زوراً…؟

لبعض الكوارث والفيضانات والكوارث والحرائق والبراكين التي تحدث باسمه ، وكأنها كرامة من كراماته

 

-4-

 

مستسلماً لكل هذا… يعلن الحب التباس انتصاراته بهزائمه!؟

مثل أرواحنا قبل أن تستسلم كمفكرة مهترئة لسطوة الأيام الزاحفة فوق أوراقها…؟

مثل خطانا التي كانت الريح تشعل فيها المسافات الضائعة ، فبل أن تهرب إلى ما هو أكثر من الرثاء .. وأشد من اليأس!؟

 

 

 

بقلم : محمد منصور

أضف تعليق